من وثائق المخابرات المركزية الأميركية حول العراق: حكومة ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨
شخصيتان مهمتان في الحكومة الثورية الجديدة في العراق قد تم تحديدهما سابقاً بأنهما مع لجنة السلم العراقية. الشخصيتان هما العقيد جلال جعفر الأوقاتي (العباسي) والذي عين حديثاً قائداً للقوة الجوية والدكتور إبراهيم كبة والذي عين وزيراً للإقتصاد في الوزراة الجديدة. الأوقاتي وبالإضافة إلى ذلك فقد أٌشتهر عنه أنه عضو في مجلس السلم العالمي عام ١٩٥٤.
ثلاث شخصيات في الحكومة الثورية كانت تشارك في الجبهة الشيوعية لمؤتمر التضامن الأفروآسيوي الذي إنعقد في القاهرة في كانون١ ١٩٥٧-كانون٢ ١٩٥٨. وهذه الشخصيات هي وزير المالية محمد حديد ووزير الإرشاد محمد صديق شنشل ووزير المعارف جابر عمر. والأخير كان وقتها في المنفى في سوريا وهو الذي ترأس الوفد إلى القاهرة.
وقد عين شنشل تواً زميله في حزب الإستقلال مديراً عاماً للإذاعة وهو الحاج أحمد (الإسم الأول غير واضح في الوثيقة) والذي هو أيضاً يحتفظ بعلاقة قريبة مع أثنين من المحامين اليساريين والذي نشطوا في المؤتمر الأفروآسيوي في القاهرة وهما فائق السامرائي، رئيس جمعية المحامين العراقيين ونائب رئيس حزب الإستقلال وحسين جميل وهو الذي ولغاية آذار ١٩٥٧ يتبوأ منصب الأمين العام لإتحاد المحامين العرب في القاهرة. ما بين نيسان ١٩٥٣ وآب ١٩٥٧ وبينما كان حسين جميل رئيساً للإتحاد يُزعم على أنه عضو في منظمة فرعية يسيطر عليها الشيوعيون تعنى بمساعدة العدالة. بالإضافة إلى ذلك فأن جميل له علاقات وطيدة مع محمد حديد (إنظر أعلاه) والإثنان هما الأمين العام ونائب الرئيس للجناح اليساري في الحزب الوطني الديمقراطي على التوالي.
يجب ملاحظة بأن شنشل قد تبوأ منصباً مساوياً في حكومة رشيد عالي الگيلاني الممالئة لدول المحور وهو منصب رئيس قسم الدعاية عام ١٩٤١ (هذه الحكومة لم يعترف بها غير الإتحاد السوڤيتي). إثنان من مساعديه وبالصدفة هما فؤاد ناصر والذي أصبح لاحقاً أميناً عاماً للحزب الشيوعي في الأردن ومحمد نمر عودة وهو الذي كان في عام ١٩٥٦ على علاقة وثيقة مع جمال حسين في العربية السعودية. ترأس عودة الوفد العربي إلى موسكو عام ١٩٣٨.
من التعيينات التي تستحق الإهتمام في النظام الجديد هو تعيين هاشم جواد كمبعوث للعراق في الأمم المتحدة. جواد والقريب من محمد حديد هو من جماعة الأحرار/إشتراكيي/شيوعيي الأهالي أو جماعة (بغداد) في أعوام الثلاثينيات والذي كان أول من سمي كمبعوث للعراق إلى الأمم المتحدة عام ١٩٤٦ وقد خدم لفترات متقطعة منذ ذلك التاريخ. شخصية جواد مختلف عليها لذا فقد تم وضعها في الخارج. كانت آخر مشكلاته قد تطورت في بدايات عام ١٩٥٨ عندما إنتقدته حكومته حين أيد موقف اليونان في قضية قبرص. البعثي فؤاد الركابي قد عين وزيراً للإسكان (وردت في الوثيقة: التنمية). الركابي كان ممثلاً للبعث في جبهة الإتحاد الوطني.
إثنان من هؤلاء، شنشل وجابر عمر، قد قضيا معظم الأربعة أشهر الماضية في الخارج. عرف عن شنشل في مصر بأنه صديق جمال عبد الناصر وقضى معظم وقته في القاهرة بينما جابر عمر ظل في دمشق وعرف عنه أنه كان يعمل بصورة وثيقة مع المخابرات السورية فيما يتعلق بالإذاعة السرية “صوت العراق الحر”. والإثنان جابر عمر والإذاعة قد أخبر عنهما بأنهما في دمشق.
حديد وشنشل فقد تم الإخبار عنهما بأنهما يشاركان كمممثلين لحزب المؤتمر الوطني (وهو الحزب الذي تكون من إندماج عناصر يسارية من الوطني الديمقراطي ومن اليمين المتطرف في حزب الإستقلال) مع حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي ضمن منظمة معارضة غير شرعية وهي الجبهة الوطنية منذ أواخر عام ١٩٥٦. منذ منتصف عام ١٩٥٥ شن الحزب الشيوعي هجوماً متصلاً على محمد حديد وبقية قادة الجناح اليساري المرتبط به ومن ضمنهم حسين جميل وكذلك قائد الحزب كامل الچادرچي. يعود الفضل في تغير موقف الحزب الشيوعي من هؤلاد اليساريين إلى التعليمات التي إستلمت في نيسان ١٩٥٦ من موسكو المنادية إلى توحيد فصائل الشيوعيين العراقيين والمنشقين من أجل جبهة وطنية عريضة وفعالة. نتيجة للتقارب الذي تبع ذلك، فأن الشيوعي العراقي عزيز شريف والمنفي منذ عام ١٩٤٩ والمقيم في سوريا والذي يعيش مع خالد بكداش قد ثُمن موقفه من أجل حث الحزب الشيوعي العراقي لتغيير موقفه من ضم اليسار في الجبهة الوطنية. على الرغم من علاقة شريف مع بكداش فأنه وفي أواخر عام ١٩٥٥ فقد إستنكرت ميوله لـ “التيتوية”. شريف والذي يملك سجلاً شيوعياً قيادياً يعود إلى عام ١٩٣٤ لديه علاقات تمتد لعشرين عاماً مع مجموعة يساريي حديد-الچادرچي وهو الذي يساند ويدافع ويآزر بإستمرار الجبهات المتحدة. منذ عام ١٩٥٧ قد كان له دور قيادي ونشاط بارز في مساهمة العراق في حركة أنصار السلام والتضامن الأفروآسيوي خارج العراق.إن تكوين وأفعال مجموعات الجبهة المتحدة المبكرة تقدم نظرة ثاقبة ومفيدة إلى هذه العلاقات. في آيار ١٩٥٨ قد أخبر عن أن شريف هو من يوجه فعاليات اللاجئين العراقيين في دمشق المضادة للحكومة العراقية.
CIA-RDP78-00915R000900170010-3